كثر المشاكل الصحية المتعلقة بالهضم في رمضان فغالبا ما تتضاعف الاستشارات الطبية وترتفع نسبة المبيعات من الأدوية في الصيدليات بنفس الوتيرة التي يزداد بها اقتناء المواد الغذائية فما السبب في ذلك ؟ رمضان شهر الصيام والصيام يعني الإمساك عن الأكل والشرب من الفجر إلى المغرب. فكما أن الصوم صفاء للقلوب وتزكية للنفوس فهو كذلك شفاء للأبدان وتنقية لها. فالصوم يعين الجسم على التخلص من السموم التي تراكمت فيه بفعل عمليات التحول الغذائي كما يوفر له فترة من الراحة تعينه على تجديد الخلايا ويعتبر من الوسائل العلاجية والوقائية لعدد من الأمراض كالسمنة ومرض السكر وضغط الدم والقولون العصبي والأمراض النفسية وغيرها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"صوموا تصحوا " إلا أنه، والأسف الشديد، كثير من الصائمين لا يستفيدون من هذه المنافع البدنية. وعوض أن يكون الصوم علاجا لمشاكل الهضم بفضل إراحة الجهاز الهضمي فان الكثيرين يعانون من مشاكل الحموضة والقبض وألام البطن وعسر الهضم. ويرجع ذلك لعدة أسباب من أهمها: - الإكثار في كمية الطعام المتناول في الوجبة الواحدة خاصة في وجبة الفطور.- احتواء غالبية المأكولات المتناولة على نسبة كبيرة من السكريات والدهنيات والبروتينات مما يسبب في إفراز كمية كبيرة من الحموضة، وفي المقابل نسجل فيها قلة نسبة الألياف والخضر التي تساعد على الهضم. - المزج الغير المتوازن والصحيح بين الأغذية بحيث تتكون مائدة الإفطار من أنواع مختلفة يصعب على الجسم هضمها إدا مزجت بعضها ببعض .

- السهر الطويل والأكل قبل النوم مباشرة فيزداد الجسم تعبا عوض أن يرتاح.- كثرة الوجبات والأكل رغم عدم الإحساس بالجوع.

إن إنهاك الجهاز الهضمي في فترة الإفطار بكثرة الطعام لمن الأسباب الأساسية لظهور مشاكل الهضم. فالناس في رمضان يقبلون على اقتناء وإعداد أنواع كثيرة من المأكولات حتى غدا رمضان شهر الأكل والمرض بدل أن يكون شهر الصيام والصحة ولنا في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وقاية وعلاج فعن المقداد بن معد بكري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"ما ملأ بن ادم وعاءا شرا من بطنه بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه. فإن كان لا ما حالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" رواه أحمد والترمذي . وقال أيضا:"نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" متفق عليه. وما أبعدنا عن هده السنة النبوية في شهر رمضان خصوصا.وللراغب في الاستفادة من المنافع الصحية للصيام نقدم هده النصائح :

- تعجيل الفطور وتأخير السحور كما أوصى بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يوفر للجسم وقتا كافيا لهضم الوجبة وينصح بأن لا يتجاوز عدد الوجبات ثلاثا على الأكثر.

- الإفطار على التمر والماء.- الأكل بتأن مع المضغ الجيد للطعام.- عدم الإسراف في الأكل.- التقليل من الدهنيات والسكريات.- الإكثار من الخضر والماء. الاعتدال في تناول المشروبات على مائدة الطعام.- تجنب المنبهات.نسأل الله تعالى أن يجعل هدا الشهر شهر رحمة ومغفرة وصحة وعافية لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جمعاء.